هاجم شخصان ملثمان مقر مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة صباح الأربعاء وأطلقا النار بكثافة على مقر المجلة مما أدى إلى مقتل 12 شخص وإصابة عدد آخر يقدر بحوالي 7 أشخاص بينهم 4 حالات خطرة. ويذكر أن هذا الحادث هو الأعنف في فرنسا منذ عقود. ورفعت السلطات الفرنسية حالة الطوارئ القصوى، وأعلنت الحكومة الفرنسية أنها ستستخدم "كل الوسائل" لإلقاء القبض على مرتكبي الحادث. كما زار الرئيس الفرنسي مقر الحادث وقال إن بلده تعرضت إلى "هجوم إرهابي".
وفيما يلي الفيديو الذي يظهر الحادث وفيه يظهر شخصان ملثمان يستقلا سيارة ستروين سوداء ويرتديان ملابس شديدة الشبه بالزي الأسود المميز لتنظيم داعش، ويظهر الفيديو منفذي الهجوم وهما يطلقان النار على مقر المجلة بعشوائية ويقتلا شرطيا فرنسيا على الرصيف المقابل ثم يلوذا بالفرار في السيارة.
وذكر مصدر قضائي إن أربعة من أشهر رسامي الكاريكاتير في المجلة -وهم شارب، وكابو، وولينسكي، وتينوس- وكذلك رئيس تحريرها ستيفان شاربونييه من بين القتلى.
رسامو الكاريكاتير في المجلة من بين القتلى |
وفي فيديو آخر يظهر منفذا الهجوم وهما يطلقان النار وينطقان كلمة "الله أكبر" بلكنة أجنبية واضحة.
وأثار الهجوم ردود أفعال واسعة في العالم كله حيث قالت المستشارة الألمانية إن حادث "شارلي إبدو" هجوم على حرية الصحافة والتعبير، بينما أدان البيت الأبيض الاعتداء بأشد العبارات، في حين وصف رئيس الوزراء الإنجليزي "ديفيد كاميرون" الهجوم بأنه "بغيض".
ومجلة "شارلي إبدو" لها باع طويل في الكاريكاتير الساخر، حيث أعادت نشر الكوميكس الدانماركية المسيئة للرسول بدعوى دعم حرية التعبير وهو ما أدى إلى زيادة مبيعاتها إلى أرقام خيالية بسبب الضجة التي أثارها المسلمون في العالم. ومنذ فترة قريبة قامت المجلة بنشر عدة رسوم كاريكاتيرية مسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم) مما أثار غضب المجتمع المسلم الفرنسي وأدان حينها الرئيس الفرنسي حينها "جاك جيراك" هذا الفعل واعتبره استفزازا لمشاعر المسلمين، وأسفرت هذه الرسوم عن إلقاء عبوة مولوتوف على مقر المجلة التي استغلت الحدث جيدا لرفع مستوى توزيعها. وبشكل عام تعرضت المجلة للعديد من الدعاوى القانونية بسبب هجومها على الدين الإسلامي واليهودي.
وعلى غلاف آخر عدد صدر عن المجلة يظهر كاريكاتير للروائي "ميشيل ويلبك" وهو يقول تنبؤاته للمستقبل: "سأفقد أسناني عام 2015 وسأصوم رمضان عام 2022". وكانت المجلة تنوي نشر روايته الجديدة بعنوان "خضوع" التي يعرب فيها الكاتب عن تخوفه من ظاهرة اجتياح الإسلام للغرب وهي فكرة "الإسلاموفوبيا" التي ليست جديدة بل وتعد محور الإعلام الغربي. وفي هذه الرواية يتنبأ الكاتب بوصول الإسلاميين إلى حكم فرنسا. وليس جديدا على "ميشيل ويلبك" الهجوم على الإسلام والمسلمين حيث إنه وصفه بأنه "الدين الأكثر غباءً".
غلاف آخر عدد صدر من مجلة شارلي إبدو |
وقد تبنت "داعش" الهجوم على المجلة في عدد من التدوينات على موقع تويتر حيث قال عددا من أعضاء التنظيم إنهم بدأوا ينتقمون للرسول (صلى الله عليه وسلم).
ومن جهة أخرى ظهر اتحاد واضح على الإنترنت ضد منفذي الهجوم من خلال ظهور هاش تاج وحملة كبيرة اسمها Je Suis Chalie التي تترجم إلى "أنا شارلي" للتعبير عن التضامن مع حرية الصحافة والتعبير.
تفاعل كبير على الإنترنت على حادث شارلي إبدو |