يبدو أخيرا أن إشكالية الكيفية التي تشكل بها القمر قد تم حلها.
فقد بينت نماذج محاكاة أن الأرض ربما اصطدمت مع كوكب شقيق مماثل لها في الحجم لتشكل جارها القمر.
كانت فرضية "التأثير العملاق"، التي طرحت في سبعينيات القرن الماضي، تشير إلى أن القمر قد تم تشكيله من الحطام المتناثرة من تصادم كوكب في حجم المريخ مع كوكب الأرض في وقت مبكر قبل نحو 4.5 مليار سنة، وكان هذا يتناسب مع ما يعرفه البشر عن القمر وقتها، من حيث كتلته الصغيرة مقارنة بالأرض، وعدم وجود نواة حديدية له.
وبهذا كانت النظرية تقتضي ضمنا أن القمر في معظمه قد تكون من حطام هذا التصادم الكبير، إلا أن تشابه الصخور القمرية مع صخور الأرض، كان يحير العلماء في ماهية الكوكب الذي قد يكون اصطدم مع الأرض.
والآن توصل العلماء إلى أن سيناريو الاصطدام بالفعل ليس بعيدا عما حدث، إلا أن الجديد الذي اكتشفه العلماء هو أن الأرض اصطدمت مع كوكب شقيق لها.
فقد أجرى علماء الفيزياء الفلكية محاكاة لكيفية تشكيل المجموعة الشمسية، وأشارت تقديراتهم إلى أن نسبة من 20 إلى 40% من حوادث الاصطدام، كانت تحدث بين الأجسام السماوية المتشابهة، وهذا يشرح الكيفية التي تكون بها القمر، ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Nature العلمية.
وتشير هذه النتائج إلى أن الكوكب الذي اصطدم بالأرض يمكن وصفه بالكوكب الشقيق، حيث وجد الباحثون أن بعض الكواكب كانت تتشابه مع بعضها البعض بسبب المسافة المتماثلة بينها وبين الشمس، مما يعني أنها قد تشكلت من نفس النوع من المواد الأولية وتقريبا في نفس الظروف، وهذا يفسر للعلماء تشابه صخور الأرض والقمر.
وخلص العلماء من هذه النتائج إلى أن "الأرض والقمر ليسا توأمان ولدا من نفس الكوكب، ولكنهما شقيقان نشآ في نفس البيئة".
المصدر: ناتشر