نوكيا...العملاق الفنلندي الذي استولت عليه مايكروسوفت
عندما بدأت شركة نوكيا للاتصالات منذ ما يزيد عن عشرين عاما، كانت تتصدر أسواق مبيعات الهواتف المحمولة حتى أن هواتفها في وقت من الأوقات كانت أكثر الهواتف مبيعا، حيث بيع من هاتفها 1100 الشهير ما يقرب من ربع مليار وحدة.
ولكن للأسف
وبرغم هذا المشوار الطويل من النجاحات العديدة فمع مرور الوقت وظهور منافسين جدد
وصعود منافسين قدامي، أخذ بريق هذه الشركة يتضاءل شيئا فشيئا مع تكبد الشركة خسائر
ضخمة جدا تقدر بملايين الدولارات، وأصبحت هواتف نوكيا ليست خيارا يضعه المشترون في
حسابهم.
ولكن ما السبب في تدني مستوى شركة نوكيا الشهيرة؟
يعزى بداية تدهور هواتف نوكيا إلى ظهور الهواتف الذكية التي تعمل بنظام أندرويد الذي يتيح للمستخدمين العديد من المميزات، وانتظر الجمهور العريض من مستخدمي نوكيا ظهور تليفونات نوكيا بنظام الأندرويد، وعندما طال الانتظار ازداد الإقبال على الشركات المنافسة مثل سامسونج. وعندما قررت نوكيا أخيرا إصدار هواتف ذكية بالشراكة مع شركة مايكروسوفت، جاء الهاتف "لوميا" بنظام ويندوز فون قليل الشعبية وهو ما شكل خطوة غير طبيعية ولم يفهم أحد لماذا أقدمت نوكيا على هذه الخطوة.
ولا أحد يدري لماذا أحجمت نوكيا عن استخدام نظام الأندرويد ولجأت إلى
ويندوز فون رغم أنه كان باستطاعتها إرضاء جمهورها وإصدار نسختين تعمل إحداهما
بنظام أندرويد والأخرى بنظام ويندوز فون. ورغم أنها انصاعت لذلك أخيرا، فقد جاء القرار
متأخرا للغاية.
مع تكبد شركة
نوكيا خسائر فادحة سنة تلو أخرى، تمت صفقة استحواذ ضخمة لإنقاذ الشركة، حيث استحوذت شركة مايكروسوفت على قطاع الهواتف في شركة نوكيا لمدة عشر سنوات. وجاءت صفقة الاستحواذ
لتقضي على آخر أمل في إنتاج هواتف تعمل بنظام أندرويد لأن شركة مايكروسوفت لن تسمح
بذلك إطلاقا.
وقبل إتمام
صفقة الاستحواذ فاجئت نوكيا جمهورها بإنتاج هواتف Nokia X وNokia
X+و Nokia
XL التي تعمل بنظام أندرويد
ولكنها أدخلت عليه تعديلات جعلته ثقيلا وشبيها بويندوز فون كما كانت الهواتف من فئة
الضعيفة والمتوسطة مما أصاب جمهورها بالاستياء فكأنها أصدرت هذه الفئات عن غير
اقتناع.
وانتقلت الملكية بالكامل إلى شركة مايكروسوفت في 25 أبريل 2014،
وقررت مايكروسوفت إزالة اسم نوكيا من الهواتف واستبداله باسم مايكروسوفت فون مع
الإبقاء على اسم نوكيا على بعض الهواتف الشهيرة مثل نوكيا لوميا ونوكيا إكس لبعض
الوقت. ولكن هذا القرار لا يبدو حكيما حيث إنه لن يجذب الجمهور إلا إذا قدمت
مايكروسوفت تحديثات جبارة تجعل اسمها ذائع الصيت وسط منافسين مخضرمين مثل أبل وسامسونج وسوني وكان الأفضل أن تبقي على اسم نوكيا وتحاول تحليل أسباب
إحجام المستهلكين عنه وإعادة اسم نوكيا إلى الأذهان من جديد.
رغم أن معظمنا يستخدم هواتف سامسونج وأبل، لا ننكر أننا نشعر بالحزن
على حال هذه الشركة التي طالما استخدمنا هواتفها ولبت احتياجاتنا، ولا شك أنها إذا
أصدرت هاتفا جيدا جديدا سنسارع لشرائه لثقتنا في هذا الاسم الكبير ... النجم الذي
لمع طويلا في سماء الهواتف المحمولة لمدة تزيد عن عشرين عاما وأفل على يد
مايكروسوفت.