التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عمار علي حسن: تقارير «السيسى» عن عهد «مبارك»

"تقارير "السيسى" عن عهد "مبارك

عمار علي حسن
عمار علي حسن

هل آن الأوان لأن يصارح المشير عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى بمضمون وفحوى التقارير التى كان يكتبها بانتظام ويقدمها إلى وزير الدفاع الأسبق المشير حسين طنطاوى عن وضع البلاد فى أواخر عهد حسنى مبارك، أو تلك التى كان يقدمها لـ«مبارك» نفسه حول ما آلت إليه الأمور؟

ربما الحسابات الانتخابية تجعل «السيسى» يتمهل، ويعذره البعض ويرون أنه لا مجال للمزايدة عليه فى هذه اللحظة، لكن من الضرورى أن يفعل الرجل هذا ولو فى وقت قريب، ربما فى أول خطاب مثلاً يلقيه على مسامع الشعب إن حسمت الانتخابات الرئاسية لصالحه، وهو الاحتمال الأرجح إلى الآن، أو حتى فى لقاء حوارى متلفز أو حتى فى كلمة أو مداخلة فى ثنايا نقاش مع المجموعات التى تذهب إليه ليلتقيها ضمن جهود حملته الانتخابية، على أن تتولى التسريبات الممنهجة بقية المهمة.
ما أعرفه ممن قابلوا «السيسى» وقت أن كان مديراً للمخابرات الحربية ضمن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة البلاد عقب تخلى «مبارك» عن الحكم أن الرجل يصف الرئيس الأسبق بأنه كان «عنيداً» و«بطيئاً»، بل «متبلداً»، وأن «السيسى» تقدم بتقرير أخير يحذر فيه من انتفاضة شعبية عارمة حال إقدام «مبارك» على توريث الحكم لابنه. لكننا نريد أن نسمع منه كلاماً آخر بعيداً عن سمات «مبارك» الشخصية وصفاته، ألا وهو الرؤية التفصيلة لأسلوب المخلوع فى الحكم، والوضع الذى آلت إليه البلاد فى عهده، على أن تشمل كل الأوضاع وتسير فى كل الاتجاهات وتغطى جميع المجالات.
ماذا كان «السيسى» يكتب عن سياسة الخصخصة ونتائجها التى انتهت بفتح باب للنقاش حول «الصكوك»، أى بيع الحجر والبشر؟ وماذا كان يكتب عن صورة الشرطة لدى الشعب وما تمارسه من تجاوزات للقانون؟ وماذا عن بنية الحزب الوطنى التنظيمية نفسه وعلاقته بالناس؟ وماذا عن الفساد الذى وصل إلى النخاع؟ وماذا وماذا؟؟ إلى النهاية.
قبل شهور كتبت مقالاً بعنوان: «أخيراً قال السيسى ثورة» حين قيّم ووصف ما جرى فى 25 يناير بهذا، وقلت إن عليه أن يؤمن بهذا القول، ومن دونه سيصعب عليه أن ينطلق إلى فعل شىء إيجابى، سواء بقى وزيراً للدفاع أم تقدم ليصير رئيساً للجمهورية، ولم أقل هذا من باب استجداء الاعتراف بما فعله الشعب المصرى العظيم، فهو كذلك رغم كل محاولات التشويه التى يقوم بها من أضيرت مصالحهم بحق، ومن يعتقدون أن أقصر الطرق إلى قلب «السيسى» هو الهجوم على الثورة ووصفها بالمؤامرة أو من وصل غضبهم من تنظيم الإخوان الفاشى إلى رفض هذه الثورة، لأنه ركبها وحركها لصالح مشروعه المتحنط الساذج، إلى أن استعاد الشعب المصرى زمام المبادرة فى 30 يونيو.
على عهدة يوسف الحسينى فى «أون تى فى» فإن «السيسى» وصف، خلال لقائه إعلاميين أمس الأول، ما جرى فى 25 يناير بأنه ثورة عظيمة، وقال إن الشعب أسقط نظام حسنى مبارك على مرحلتين، الأولى فى يناير 2011 والثانية فى يونيو 2013، لأن الإخوان، بكل صفقاتهم وتفاهماتهم وتواطؤاتهم وتصوراتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية هم الوجه الآخر لنظام «مبارك».
إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا يترك الرجل المجال لبعض أمناء الحزب الوطنى فى بعض المحافظات يديرون حملته؟ هل تأكد أن هذه القيادات كانت صالحة ولم تكن جزءاً من النظام الذى سقط رأسه؟ أم أن هؤلاء يتمسحون فى «السيسى» ويلقون بأجسادهم أمام حملته بحثاً عن مظلة جديدة يحمون بها ما غنموه فى أيام السلب والنهب لقوت الشعب؟ وإذا كان «السيسى» يخاطب مباشرة القاعدة الشعبية التى خرجت لإسقاط «مبارك»، وهى بطل الثورة الحقيقى فى يناير ويونيو، فلمَ يترك المجال لهؤلاء الوسطاء الفاسدين؟ وإذا كان الرجل يثق فى الفوز لشعبيته الطاغية عند عموم الناس، كما يقول أنصاره، فلمَ يحتاج إلى جهد من يكرههم الشعب؟ هل هو الحياء؟ أم التباطؤ؟ أم المعلومات الخاطئة عما يجرى على الأرض، وتزكم أخباره كل الأنوف؟ وهل هؤلاء يعرفون ما كان يكتبه «السيسى» من تقارير عن زمنهم الغارق فى الاستبداد والفساد، ويتصرفون على أن كل شىء سيختفى ويطمره النسيان؟
لو قالها «السيسى» سيُخرس ألسنة إعلاميين لعبوا برؤوس الناس حتى أصبح شعارهم بعد ثورتين أو ثورة بموجتين: «رضينا من الغنمية بالإياب»، أو على حد القول الشهير الذى أنقذ «مبارك» ذات يوم فى إثيوبيا: «لف وارجع تانى». تكلم يا سيسى، ولا تسكت على الحق، فأنت، كما يقال من التقوك رجل متدين، وتعرف أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والمصريون يبحثون الآن عن رجل صالح، تكلم ففى البدء كان الكلمة.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبشع 10 قضايا قتل بالسم

أبشع 10 قضايا القتل بالسم القتل بالسم يعد القتل بالسم من أبشع طرق القتل لأن الضحية لا تموت فورا وإنما تقاسي آلاما بالغة قبل الوفاة، والأسوأ من ذلك أن الضحية لا تدري أنها تموت وإنما تظن أنها تعاني أعراض مرض عارض وزائل وهي لا تدري أن شخص ما قد يكون أقرب الناس إليها قد وضع في جسدها عمدا مادة مسممة، وتظل الضحية تعاني لفترة طويلة قبل أن تغادر روحها جسدها ببطء مسببة عذاب كبير. وهذه بعض أبشع قضايا القتل بالسم . 1. جمعية قتل الأزواج بالسم في فيلادلفيا كان هيرمان وبول بيرتيللو أبناء عم وقضوا حياتهما كمجرمين، وقررا أن يفتتحا شركة لتيسيير الزواج (أي لمساعدة النساء والرجال على إيجاد شريك الحياة المناسب) في ثلاثينات القرن العشرين. وكان الغرض من هذه الشركة مساعدة الأرامل النساء على الزواج مرة أخرى من رجال أثرياء والحصول على بوليصات التأمين على حياتهم بعد أن تقوم بالشركة بقتل الأزواج لقاء الحصول على نسبة من بوليصة التأمين. ومنذ بدأ المجرمان وعصابتهما في الحصول على الأموال من هذه البوليصات كانوا مهتمين بأن يلقى الأزواج مصرعهم بطريقة مأساوية وطبيعية حتى يحصلوا على قيمة البوليصة، وغ

نصائح مهمة من حفظها فهو جدير ألا يعتل إلا علة الموت

كتب / تامر غانم  الحارث بن كلدة   ولد ب"الطائف" في العصر الجاهلي وترعرع فيها وتعلم الطب في اليمن الحضارة المجاورة حيث كان بها أقدم مدرسة طبية قبل الإسلام حسبما قال الدكتور "خالد الحديدي" رئيس الجمعية الإسلامية الدولية لإحياء التراث الإسلامي. وعرف الداء والدواء وكان يعزف على العود حيث تعلمه أيضا فى اليمن والتي سبقت مثيلاتها في شبه الجزيرة العربية فى تعليم الموسيقى والفنون والشعر.   الحارث بن كلدة الحارث بن كلدة  له أقوال وحكم لا تزال تعيش معنا حتى الآن  ( المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء)،  (الحمية رأس الدواء والبطنة رأس الداء). له الكثير من النصائح الطبية والحياتية المفيدة، تعالوا نتعرف علي بعضها:-   قال الحارث بن كلدة : من سره البقاء، ولا بقاء ، فليبارك الغداء ويعجل العشاء ويخفف الرداء ويقلل غشيان النساء. ولما احتضر الحارث اجتمع إليه الناس فقالوا: مرنا بأمر ننتهي إليه من بعدك فقال: 1- لا تتزوجوا إلا من شابة وإياك ومجامعة العجوز فإنه يورث موت الفجأة 2- ولا تأكل من اللحم إلا فتيا  3- ولا تشرب الدواء إلا من علة 4- ولا تأكل الفاكهة إلا في ن

أشهر 10 جرائم قتل قيدت ضد مجهول

1. جاك السفاح في عام 1888، وقعت مجموعة من جرائم القتل الغامضة في لندن حيث قتلت خمس نساء من غواني لندن بطريقة مشابهة توحي أن قاتلهن واحد. وقتلت النساء بالخنق ثم قطعت شرايين رقابهن وأعقب ذلك عملية تشويه دقيقة توحي بأن القاتل خبير تشريح أو طبيب وربما طالب في كلية الطب. خلال عامي 1888 و1889 وصلت عدة رسائل للشرطة والإعلام بها ملحوظات ساخرة من شخص يدعو نفسه "جاك السفاح" ومرفقة بالرسائل أجزاء من كُلى بشرية، وإن كان علماء الجريمة يشككون في صحة هذه الرسائل. ونظرا إلى أن جرائم القتل المسلسل كانت ظاهرة حديثة نسبيا، فقد شغلت هذه القضية الشرطة والرأي العام وحظيت بتغطية إعلامية مكثفة. وأثار فشل أجهزة الشرطة والقانون في تحديد هوية القاتل احتجاجات واسعة وشكوك في الأمن الداخلي لبريطانيا العظمى، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في ذلك الوقت، أسفرت عن استقالة وزير الداخلية ورئيس شرطة لندن على إثر هذا الفشل. وقد ألهمت قصة جاك السفاح كتابات وأفلام عديدة منها فيلم "سفاح النساء" بطولة فؤاد المهندس وشويكار. 2. القاتل بالأبراج "أنا أحب أن أقتل الناس لأنه أمر ممتع ج