أطلق عليها العديد من الأسماء "جزيرة النعيم وأرض البخور وبلد السحرة وغيرها من الأسماء، كلها أطلقت على سقطرى، الجزيرة الواقعة على تقاطع الطرق البحرية للحضارات القديمة والخاضعة اليوم للسيادة اليمنية، التي كانت تجذب بإستمرار إليها الرحالة والعلماء والتجار.
في فترات زمنية مختلفة من "القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين" عمل في الجزيرة علماء آثار بريطانيون، لم يتركوا في الحقيقة أيّ آثار علمية عن أبحاثهم- تحدث بهذا الشأن البروفيسور "فيتالي نعومكين" مدير معهد الاستشراق.
العمل على هذه الجزيرة صعب للغاية من الناحية المعيشية، وأصبح الآن أفضل من السابق وحتى أنه ظهرت هناك فنادق، ولكن لايرغب علماء الآثار الأجانب بالعمل هناك، والذين حاولوا منهم تعرضوا لإصابات بأمراض الملاريا أو بعدوى أمراض المعدية، الشيء الذي انتهت إليه كلّ أبحاثهم.
وكان المستعرب المختص بتاريخ اليمن فيتالي ناومكين، قد وطأت قدمه لأول مرة سقطرى قبل 40 عاماً في عام 1974، ويرأس اليوم البعثة الروسية المختلطة، التي تقوم منذ العام 1983 بدراسات ميدانية في الجزيرة- ويضيف ناومكين.
نقوم بدراسات عميقة في الجزيرة، حيث تمكنا خلال هذه الأعوام من جمع مواد كثيرة ترتبط باللغة وبالقومية وكذلك قمنا بحفريات كثيرة غيرت لديّ الصورة عن هذه الجزيرة، التي تنتمي فعلاً لثقافة قديمة متطورة جداً ومتميزة جداً.
ويمكن القول بأنّ أهمّ صرح تاريخي تمكنا من العثور عليه أثناء الحفريات كان يمثل مستوطنة خاجريا، الواقعة في منطقة المرفأ، ويُعتقد أنها كانت عاصمة سقطرى مع أنه كان في السابق يُعتقد بأنّ مدينة "سوق" العاصمة اللاحقة للجزيرة هي العاصمة الأولى، والمثير للدهشة أنّ البناء الأساسي في "خارجيا" كان لكنيسة نسطورية، ولذلك يمكن القول بأن النسطوريين كانو ليس فقط في منغوليا بل وفي الشرق والجنوب الشرقي الذي يمتد حتى سقطرى.
حدثت تغييّرات كثيرة خلال ال20 عاماً الماضية في سقطرى، ويتذكر فيتالي ناومكين أنه حينما قدم إلى الجزيرة للمرة الأولى، كان السكان هناك يقيمون في الجبال وكانوا حتى لا يعرفون أعواد الكبريت، حيث كانوا يشعلون النار بفرك العصي.
ولا يزال السكان حتى الآن يحافظون على الشعائر القديمة بما في ذلك السحرة والإيمان بوجود الكائنات الخارقة، وللأسف خلال ال10 أعوام الأخيرة لم يبقى شيء من كلّ هذا لدى الباحثين. يتابع فيتالي ناومكين:
"لحسن الحظ تمكنا من تثبيت عدد كبير من الأساطير والأحاديث بلغة الجزيرة، التي تعتبر إحدى أقدم اللغات السامية من دون كتابة، تملك هذه اللغة تشابهاً فقط مع اللغة الأكادية، الشيء الذي يبرهن على قدم هذه اللغة، ويوجد على الجزيرة عدد من اللهجات المحكية التي تتشابه فيما بينها، واخترنا لغة إحدى القبائل، التي حللت ضيفاً لديها في عام 1974 وتصادقت حينها مع شيخها، وبما أنّ هذه القبيلة تقع في القسم الوسطي من الجزيرة اخترنا لهجتها كمعيار، ويمكن القول بأنّ لغة سقطرى صعبة من ناحية النطق، وتمكنا من العثور على طريقة مقبولة لتصوير هذه اللغة ليس فقط بالأحرف اللاتينية بل وبالأحرف العربية أيضاً، الشيء الضروري للحفاظ عليها، وهذا الشيء حصل أيضاً على موافقة سكان سقطرى أنفسهم، ويجري اليوم هناك اهتمام متزايد بالسكان.
ماتمّ تسجيله من قبل البعثة من أساطير سكان سقطرى سيجرى طبعه في ثلاثة مجلدات، سيخرج الأول منها إلى النور هذا الصيف.
ستتحدث عن تاريخ الجزيرة ومعالممها القديمة وثقافتها ونشاط سكان سقطرى الحياتي ومعتقداتهم الدينية وعاداتهم، دراسة صدرت في موسكو مؤخراً بعنوان "أرخبيل جزر سقطرى"، تشمل 30 عاماً من عمل علماء الآثار الروس، الذين يعرفون عن هذه الجزيرة أكثر بكثير من غيرهم في العالم، ومع ذلك مازالت هناك منشآت يصعب تفسيرها. يضيف ناومكين:
"إلى هذه القائمة يمكن إدراج معالم حجرية متناثرة بكثرة على الجزيرة ومنها خطوط طويلة من الأحجار المصفوفة فوق بعضها البعض، والتي تمتد لعدة كيلومترات، لم نستطع حتى الآن تفسير وظيفتها الملائمة،
وتوجد تفسيرات كثيرة حولها بما في ذلك تفسيرات تنبع من معتقدات دينية ولكن أرى بأنّ هذه التفسيرات لا تطابق الواقع، وكانت هناك تفسيرات تقود إلى أن وظيفة هذه السواتر كانت تحديد أماكن وجود قبائل أو عائلات بعينها أو لتحديد تقسيمات عرقية أو طائفية، وتوجد أسئلة كثيرة حول ماتمّ العثور عليه من قبلنا وينتمي للعصر الحجري، حيث عثرنا على صروح أثرية تنتمي للعصور السحيقة قبل ملايين الأعوام، وأخيراً عثرنا خلال حفرياتنا على قرى قديمة وصادفتنا فيها جدران بيوت مبنية من أحجار ضخمة، وكثيراً ما كنا نعثر على مثلها في اماكن من غير المفهوم فيها الطريقة التي استخدمت لجلب هذه الأحجار العملاقة، وعثرنا على قرية مبنية من الأحجار الكبيرة في مناطق المرتفعات، الصعب الوصول إليها حتى في يومنا.
هذا وستتوجه البعثة الروسية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم من جديد إلى سقطرى في محاولة جديدة لكشف الألغاز المتبقية هناك.
في فترات زمنية مختلفة من "القرن التاسع عشر وأواسط القرن العشرين" عمل في الجزيرة علماء آثار بريطانيون، لم يتركوا في الحقيقة أيّ آثار علمية عن أبحاثهم- تحدث بهذا الشأن البروفيسور "فيتالي نعومكين" مدير معهد الاستشراق.
العمل على هذه الجزيرة صعب للغاية من الناحية المعيشية، وأصبح الآن أفضل من السابق وحتى أنه ظهرت هناك فنادق، ولكن لايرغب علماء الآثار الأجانب بالعمل هناك، والذين حاولوا منهم تعرضوا لإصابات بأمراض الملاريا أو بعدوى أمراض المعدية، الشيء الذي انتهت إليه كلّ أبحاثهم.
وكان المستعرب المختص بتاريخ اليمن فيتالي ناومكين، قد وطأت قدمه لأول مرة سقطرى قبل 40 عاماً في عام 1974، ويرأس اليوم البعثة الروسية المختلطة، التي تقوم منذ العام 1983 بدراسات ميدانية في الجزيرة- ويضيف ناومكين.
نقوم بدراسات عميقة في الجزيرة، حيث تمكنا خلال هذه الأعوام من جمع مواد كثيرة ترتبط باللغة وبالقومية وكذلك قمنا بحفريات كثيرة غيرت لديّ الصورة عن هذه الجزيرة، التي تنتمي فعلاً لثقافة قديمة متطورة جداً ومتميزة جداً.
ويمكن القول بأنّ أهمّ صرح تاريخي تمكنا من العثور عليه أثناء الحفريات كان يمثل مستوطنة خاجريا، الواقعة في منطقة المرفأ، ويُعتقد أنها كانت عاصمة سقطرى مع أنه كان في السابق يُعتقد بأنّ مدينة "سوق" العاصمة اللاحقة للجزيرة هي العاصمة الأولى، والمثير للدهشة أنّ البناء الأساسي في "خارجيا" كان لكنيسة نسطورية، ولذلك يمكن القول بأن النسطوريين كانو ليس فقط في منغوليا بل وفي الشرق والجنوب الشرقي الذي يمتد حتى سقطرى.
حدثت تغييّرات كثيرة خلال ال20 عاماً الماضية في سقطرى، ويتذكر فيتالي ناومكين أنه حينما قدم إلى الجزيرة للمرة الأولى، كان السكان هناك يقيمون في الجبال وكانوا حتى لا يعرفون أعواد الكبريت، حيث كانوا يشعلون النار بفرك العصي.
ولا يزال السكان حتى الآن يحافظون على الشعائر القديمة بما في ذلك السحرة والإيمان بوجود الكائنات الخارقة، وللأسف خلال ال10 أعوام الأخيرة لم يبقى شيء من كلّ هذا لدى الباحثين. يتابع فيتالي ناومكين:
جزيرة سقطرى |
ماتمّ تسجيله من قبل البعثة من أساطير سكان سقطرى سيجرى طبعه في ثلاثة مجلدات، سيخرج الأول منها إلى النور هذا الصيف.
ستتحدث عن تاريخ الجزيرة ومعالممها القديمة وثقافتها ونشاط سكان سقطرى الحياتي ومعتقداتهم الدينية وعاداتهم، دراسة صدرت في موسكو مؤخراً بعنوان "أرخبيل جزر سقطرى"، تشمل 30 عاماً من عمل علماء الآثار الروس، الذين يعرفون عن هذه الجزيرة أكثر بكثير من غيرهم في العالم، ومع ذلك مازالت هناك منشآت يصعب تفسيرها. يضيف ناومكين:
جزيرة سقطرى |
جزيرة سقطرى |
هذا وستتوجه البعثة الروسية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم من جديد إلى سقطرى في محاولة جديدة لكشف الألغاز المتبقية هناك.