بقلم: غادة الحناوي
وتكررت لقاءاتهما معا، وفي كل مرة تشعر بنفس شعورها في أول لقاء جمع
بينهما؛ وفهمت نظراته الصامتة أمام الجميع، وحدها فقط من تسمعه دون أن ينطق
بكلمة واحدة إليها، هو فقط يسلبها كل حواسها وصدق مشاعرها، كان الجميع يتحدث إليها
وهي ترد عليهم ولكنها منصتة إلى صمته. لم تطلب منه شيئا، لم ترد منه حتى وعدا، وظلا
هكذا سنوات، تارة يكون بحرا من الدفء والحنان لها دون كلمات براقة ووعود الرجال، وتارات
أخرى يصبح كما البركان؛ كلما حاولت أن تقترب منه، صب عليها جزء من حمم ثورته وغضبه.
تُرى إلى متى ستظل هكذا؟! هل عشقت سوطه الذي يجلدها في كل مرة يبتعد ويطول صمته؟ أم
أنها فقط استسلمت لعشقه ورفعت له كافة الرايات معلنة أنها ستظل الأنثى التي بات
صمته يؤرقها، وبات وجودها أمامه يزيد من غروره وكبريائه. هو يعتقدها خطيئة، بينما كل
ما تتمناه هذه الأنثى أن يفهم هذا المغرور -الطيب الحنون- أنها عشقت رجولته وأحبت
صفاته بكل ما بها وأنها لم ترغب فية مجرد رغبة أنثى لرجل.