بقلم: غادة الحناوي
منذ أن
عرفته من سنوات ليست قليلة لكنها تعدها من أروع سنوات عمرها، وقد أصبحت أنثى ناضجة
ومكتملة الأنوثة، رغم أنهما كانا في بداية الأمر مجرد صديقين. في أول الأمر، كانا
يتحدثان ويتناقشان في عدة أمور عبر بعض المكالمات الهاتفية. لم يلتقيا إلا بعد مرور وقت طويل، ولأول مرة
وبعد أن طلبت أن تراه شخصيا، ومن أول نظرة منه عليها ... ومنذ أن التقت بعيناه وقع
ما لم يكن حتى في حسبانها هي، شعرت بشعور غريب بعثر كل أركانها وهز كيانها كأنثى، شعرت
بمزيد من الألفة والهدوء وكأنها تعري أنوثتها بخجل شديد، ولم تدري يومها ماذا حدث
لها، كل ما شعرت به أنها تريد أن تبقى معه طول اليوم. ورغم أنهما رأيا بعضهما لأول
مرة ثم اندمجا وسط مجموعة من الأشخاص يتحاورون، إلا أنها كانت تنظر إليه وحده وهو
لاحظ ذلك، ظلت تسمع صوته وحديثه وتنظر لطريقة كلامه وإقناعه وحب الجميع له، وعندما
حان وقت انصرافها، ظلت طوال ليلتها الأولى تفكر به، ثم زاد شغفها، وافتعلت معه
حوار هاتفيا فقط لتسمع صوته. من وقتها تمردت هذه الأنثى حتى على نفسها، نست أي وجود
للرجال حولها لم تستمع إلا لكلماته وتحفظها، أصبحت تعشق كل تفاصيل هذا الرجل ...تعشقه،
غاضب...متسامح...عطوف...غيور، حتى المغرور الذي فيه عشقته، وتضعف أمام تسلطه عليها
أحيانا كثيرة، وفكرت! ماذا تراني أفعل بنفسى؟! لماذا هو؟ فهو أحيانا يدري، وكثيرا ليس هنا. هل
هى رغبة في رجل يكسر حواجز أنوثتها وتتمرد معه وله. رأت أنها عالقة، فلا هي قادرة على
الابتعاد عنه ولا هى قادرة على عشق غيره. كل ما هنالك أن هذة الأنثى تحاول جاهدة أن تنظر
وتعشق وتتمنى وهى بعيدة كل البعد حتى يعرف هذا الرجل أنها أولا وأخيرا عشقت روحا
وليس رغبة في رجل.