التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجيش والسياسة "فهمى هويدى"

الجيش والسياسة

بقلم:فهمى هويدى

الجيش والسياسة فهمى هويدى
فهمى هويدى

عاد إلى الواجهة فى مصر ملف علاقة الجيش بالسياسة، متزامنا مع ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية. فقرأنا أن مصر باتت معرضة للانهيار وأن الجيش صار الضامن الوحيد للحيلولة دون ذلك، كما قرأنا تنظيرا لدور الجيوش وحملها بالمسئولية عن التقدم فى المجتمعات الإنسانية.

وذهب البعض إلى أبعد حين رهنوا مستقبل مصر ودورها ووجودها وعلَّقوه على تولى المشير السيسى شخصيا لرئاسة الجمهورية وإدارة دفة البلاد. إلى غير ذلك من الأفكار التى يخلو بعضها من شطط فى حين يفتح البعض الآخر الأبواب للالتباس وسوء الفهم. لذلك أزعم بأنها بحاجة إلى مراجعة وضبط يميز بين المقبول منها والمرفوض أو المرذول.

تحتاج المراجعة إلى مقدمة وتمهيد، لأننا اعتدنا ان نعتبر الكلام عن الجيش اقترابا من المحظور وخوضا فى حقل من الألغام والأشواك. ذلك ان الملف له حساسية خاصة، حيث يعتبره البعض من المقدسات التى ينبغى أن تحاط بأعلى درجات التبجيل والتوقير.

وفى مواجهة المتعصبين للجيش فهناك المخاصمون لدوره الذين تستفزهم كلمة العسكر، ويعتبرونها رمزا لشرور كثيرة.

إضافة إلى أن مجتمعاتنا التى غابت عنها الثقافة الديمقراطية طويلا باتت ترى تعارضا بين الاختلاف والاحترام، رغم ان كثيرين يرددون عبارة ان الاختلاف لا يفسد للود قضية.

لأن العكس هو الصحيح على طول الخط فى الواقع العملى. حيث بات الاختلاف مصدرا لإفساد الود وإذكاء الخصومة، وفى ظروفنا الراهنة خلال السنوات الأخيرة عديدا من الشواهد الدالة على ذلك.

إذ حين اختلف الناس مع بعضهم البعض فى الشأن السياسى، فإن ذلك لم يؤد فقط إلى القطيعة والخصومة بينهم حتى على مستوى الأسرة والبيت الواحد.

ولكنه فتح الباب واسعا لكل صور استباحة الآخر والتنكيل به، وحذفه من التاريخ وربما من الجغرافيا أيضا، وتلك خلفية تسوغ لى ان أقرر بأن اختلافنا مع دور الجيش لا يقلل من احترامنا له أو حرصنا عليه، مذكرا بأن الاحترام غير التقديس، والأول يسمح لنا بأن نتحفظ وننتقد فى حين التقديس يعتبر أى انتقاد أو تحفظ من علامات المروق والخروج من الملة الوطنية فضلا عن المساس بالأمن القومى.

إن القول بأن الجيش هو الضامن الوحيد لبقاء الدولة المصرية الذى يحول دون سقوطها يضعنا إزاء مغامرة خطرة. صحيح انه جرى التحذير من تحولها إلى فاشية عسكرية، وهو شرط مهم، ولكن الصياغة بهذه الصورة لا تخلو من تناقض.

لأن انفراد الجيش بدور الضامن «الوحيد» يفتح الباب واسعا أمام الانزلاق باتجاه الفاشية العسكرية. ذلك أن وحدانيته تلك تعنى انه لا توجد فى المجتمع قوة أخرى تستطيع كبح جماحه ووضع حدود لممارساته وتطلعاته.

لقد عاشت تركيا نحو سبعين عاما فى ظل درجات مختلفة من الفاشية العسكرية لأن الجيش اعتبر نفسه الضامن الوحيد لاستمرار النظام الجمهورى.

ولم تستعد تركيا عافيتها إلا حينما أطاح المجتمع بتلك الأسطورة فى عام 2002، بحيث أصبح هو الضامن المسئول عن حماية الجمهورية، وظل الجيش محتفظا بدوره الحيوى فى حماية الحدود وأمن البلد. وأيا كان رأينا فى الممارسات الأخيرة التى شابت التجربة التركية، إلا أن التعامل معها ظل فى إطار آليات الخبرة الديمقراطية، بعيدا عن دور الجيش وتدخلاته التى عرضت البلاد لأربعة انقلابات عسكرية فى المرحلة السابقة.

إن الضامن لبقاء الدولة المصرية هو مؤسسات أهلها التى يعد الجيش فى الصدارة منها، لكنه ليس الوحيد المعول عليه، وإذا أصيبت تلك المؤسسات بالضعف والهشاشة فإن الحل يكون بالعمل على استعادتها عافيتها وليس إلغاءها والمراهنة على الجيش وحده.

إن دروس التاريخ منذ الإمبراطورية الرومانية حتى الاتحاد السوفييتى، تدل على ان التعويل على القوة العسكرية وحدها كان سببا فى السقوط وليس الاستمرار والنهوض.

ذلك ان قوة الجيوش مهما تعاظمت فإنها لا تغنى ولا تعد بديلا لقوة المجتمعات بمختلف تكويناتها المؤسسية والسياسية والقضائية والعلمية.. وغيرها.

حين كتب زميلنا الأستاذ جميل مطر مقالته «التقدم مسئولية الجيوش» ــ (جريدة «الشروق» 14/4/2014)، فإنه كان أكثر حذرا وصوابا، إذ ذكر «أن معظم التجارب التى كانت الجيوش تحكم بنفسها وتتولى مسئوليات سياسية عادية انتهت فى اسوأ الظروف بفشل أو كوارث. وانتهت فى أحسن الظروف بتعطيل النمو السياسى، بمعنى إعطاب قدرة الطبقات الوسطى على تشكيل أحزاب وحركات مدنية وبناء الوطن والمواطن.. ففى التجارب التى مارست فيها الجيوش الحكم بنفسها فإنها انشغلت بمشكلات الحكم والسياسة عن دورها الأساسى كقاطرة حضارة وتقدم».

إن فى مصر شرائح تراهن دائما على دور السلطة التى لا ينكر أحد أهميتها.

ولكن التحدى الكبير الذى نواجهه هو كيف يستدعى المجتمع وتستنفر طاقات العافية والإبداع فيه لكى يؤدى دوره فى تحقيق النهوض المنشود.

فى هذا الصدد فلعلى لا أبالغ إذا قلت إن استدعاء دور الجيش يمثل الجهاد الأصغر، فى حين ان استحضار المجتمع وإحياء مؤسساته هو الجهاد الأكبر. والأول أمره ميسور، أما الثانى فهو التحدى الحقيقى الذى تختبر به الرغبة الحقيقية فى البناء والتقدم. اننا نريد لمحبة الوطن أن تقدم على محبة الجيش، وان تظل الأخيرة قربة للأولى.
مجلة أخبار مصر ENM

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبشع 10 قضايا قتل بالسم

أبشع 10 قضايا القتل بالسم القتل بالسم يعد القتل بالسم من أبشع طرق القتل لأن الضحية لا تموت فورا وإنما تقاسي آلاما بالغة قبل الوفاة، والأسوأ من ذلك أن الضحية لا تدري أنها تموت وإنما تظن أنها تعاني أعراض مرض عارض وزائل وهي لا تدري أن شخص ما قد يكون أقرب الناس إليها قد وضع في جسدها عمدا مادة مسممة، وتظل الضحية تعاني لفترة طويلة قبل أن تغادر روحها جسدها ببطء مسببة عذاب كبير. وهذه بعض أبشع قضايا القتل بالسم . 1. جمعية قتل الأزواج بالسم في فيلادلفيا كان هيرمان وبول بيرتيللو أبناء عم وقضوا حياتهما كمجرمين، وقررا أن يفتتحا شركة لتيسيير الزواج (أي لمساعدة النساء والرجال على إيجاد شريك الحياة المناسب) في ثلاثينات القرن العشرين. وكان الغرض من هذه الشركة مساعدة الأرامل النساء على الزواج مرة أخرى من رجال أثرياء والحصول على بوليصات التأمين على حياتهم بعد أن تقوم بالشركة بقتل الأزواج لقاء الحصول على نسبة من بوليصة التأمين. ومنذ بدأ المجرمان وعصابتهما في الحصول على الأموال من هذه البوليصات كانوا مهتمين بأن يلقى الأزواج مصرعهم بطريقة مأساوية وطبيعية حتى يحصلوا على قيمة البوليصة، وغ

نصائح مهمة من حفظها فهو جدير ألا يعتل إلا علة الموت

كتب / تامر غانم  الحارث بن كلدة   ولد ب"الطائف" في العصر الجاهلي وترعرع فيها وتعلم الطب في اليمن الحضارة المجاورة حيث كان بها أقدم مدرسة طبية قبل الإسلام حسبما قال الدكتور "خالد الحديدي" رئيس الجمعية الإسلامية الدولية لإحياء التراث الإسلامي. وعرف الداء والدواء وكان يعزف على العود حيث تعلمه أيضا فى اليمن والتي سبقت مثيلاتها في شبه الجزيرة العربية فى تعليم الموسيقى والفنون والشعر.   الحارث بن كلدة الحارث بن كلدة  له أقوال وحكم لا تزال تعيش معنا حتى الآن  ( المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء)،  (الحمية رأس الدواء والبطنة رأس الداء). له الكثير من النصائح الطبية والحياتية المفيدة، تعالوا نتعرف علي بعضها:-   قال الحارث بن كلدة : من سره البقاء، ولا بقاء ، فليبارك الغداء ويعجل العشاء ويخفف الرداء ويقلل غشيان النساء. ولما احتضر الحارث اجتمع إليه الناس فقالوا: مرنا بأمر ننتهي إليه من بعدك فقال: 1- لا تتزوجوا إلا من شابة وإياك ومجامعة العجوز فإنه يورث موت الفجأة 2- ولا تأكل من اللحم إلا فتيا  3- ولا تشرب الدواء إلا من علة 4- ولا تأكل الفاكهة إلا في ن

أشهر 10 جرائم قتل قيدت ضد مجهول

1. جاك السفاح في عام 1888، وقعت مجموعة من جرائم القتل الغامضة في لندن حيث قتلت خمس نساء من غواني لندن بطريقة مشابهة توحي أن قاتلهن واحد. وقتلت النساء بالخنق ثم قطعت شرايين رقابهن وأعقب ذلك عملية تشويه دقيقة توحي بأن القاتل خبير تشريح أو طبيب وربما طالب في كلية الطب. خلال عامي 1888 و1889 وصلت عدة رسائل للشرطة والإعلام بها ملحوظات ساخرة من شخص يدعو نفسه "جاك السفاح" ومرفقة بالرسائل أجزاء من كُلى بشرية، وإن كان علماء الجريمة يشككون في صحة هذه الرسائل. ونظرا إلى أن جرائم القتل المسلسل كانت ظاهرة حديثة نسبيا، فقد شغلت هذه القضية الشرطة والرأي العام وحظيت بتغطية إعلامية مكثفة. وأثار فشل أجهزة الشرطة والقانون في تحديد هوية القاتل احتجاجات واسعة وشكوك في الأمن الداخلي لبريطانيا العظمى، الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس في ذلك الوقت، أسفرت عن استقالة وزير الداخلية ورئيس شرطة لندن على إثر هذا الفشل. وقد ألهمت قصة جاك السفاح كتابات وأفلام عديدة منها فيلم "سفاح النساء" بطولة فؤاد المهندس وشويكار. 2. القاتل بالأبراج "أنا أحب أن أقتل الناس لأنه أمر ممتع ج