العلاقة الجسدية (اسم الشهرة العلاقات الجنسية) طول عمرها حاجة معضلة في كل مكان و زمان،
و ده له سببين :
* السبب الأول أنها شديدة التفاوت و مفيهاش (صحيح و خطأ) أو (جيد وشاذ) بشكل دقيق كما يتصور كل الناس تقريباً.
****
ده حتى تصورك لرجولتك و لأنوثتك ده فيه مغالطة كبيرة لأن الأنوثة والذكورة (خط متصل) و ليس نقطتين متباعدتين!!
والقصة مش كلها صفات جسدية و بس، لأ دي خليط من الشكل الجسدي، والدوافع الغريزية، و طريقة التفكير، وده كله عبارة عن ناتج تفاعل لعشرات الهرمونات وآلاف الجينات جوا جسمك،و لك أن تتصور فيه كام مليون (درجة من الذكورة والأنوثة) ممكن ينتج عن
ملايين التباديل والتوافيق اللي هتحصل بتغيير قيمة واحد أو أكثر من
المدخلات في معادلة بالحجم ده!!
يعني سيادتك ممكن
تكوني مكتوبة في البطاقة أنثى، و ضاربة شعرك مية أوكسجين، وواكلة نص
صباع روج، ورغم كده صفاتك العقلية أو النفسية أو حتى الجسدية أقرب للرجولة من أخوكي
الطري الكيوت مع إنه مكتوب في بطاقته ذكر و بيضرب أمينو في الجيم.
كمان مفيش مقاييس حقيقية و معتبرة موضوعة إلى الآن لا لقياس (الصحة الجنسية) ولا (الجاذبية الجنسية). مفيش حاجة اسمها ده (شهواني) أو دي (متبلدة ، ده (رخم) أو دي (جميلة)، صحيح وضع مقاييس للكلام ده ممكن لأن كل تفاصيله تقريباً معتمدة على أمور (حسية) و(إحصائية) يمكن قياسها بسهولة،
لكن حتى لو وضعت مقاييس علمية قاطعة بالشكل ده فمش هيكون لها استخدام حياتي مهم!
إيه اللي هنستفيده من قياس إن كنت واد فرود وبنت طلقة ولا لأ؟! هتاخد شهادة تقنع بيها حد إنت حاطط عينك عليه عشان تغريه يتجوزك؟!
المصيبة الحقيقية مش إن مفيش مقاييس،
المصيبة إن فيه مقاييس فعلاً سارية في المجتمعات!
بس مقاييس (غير علمية ولا موضوعية ولا محايدة)،
و مغروسة في الوعي الجمعي لكل مجتمع (بعشوائية) من خلال الوراثة من الآباء أو (بالإجبار) اللي موجود في إملاءات الإعلام و الدراما!!
ومن هنا بيتولد أول سبب للخبطة اللي بتحصل في فهم وتقييم الدوافع والسلوكيات الجنسية،
تسمع كلام زي (الرجالة ما يعجبهمش كده)، (الست اللي عندها أنوثة ما تلبسش
كده ، (البنت المحترمة ما تتكلمش بالطريقة دي)!
كلام كله ممكن يكون صح وممكن يكون غلط علمياً أو منطقياً،
لكن الحقيقة إنك لما تيجي تناقش حد فيه ما بيبقاش مرجعيته هي العلم و
المنطق، المرجعية (الوحيدة) دايماً هي العرف المجتمعي واللي جزء منه
الفهم الديني الشائع .
* السبب التاني والأهم (للخبطة الجنسية) هو (الأساطير المجتمعية) حول الموضوع وممارساته و صنع التابوهات حوله!
****
فالثقافة الجنسية مثلاً لحد وقت قريب (الستينات) كانت كلها مجرد (فتي) و(دجل)، واللي بتوصف بإنه (الثورة الجنسية الأولى) كان هو دراسة علمية معملية
للعملية الجنسية وما يتعلق بها بشكل علمي متكامل نفسياً وفسيولوجياً وباثولوجياً على يد (ماسترز وجونسون) في أمريكا و قدموا منتج مميز ومعتبر و
يعتبر بدعة جديدة في العلوم البشرية.
طيب هل العلم حل المشاكل الجنسية النفسية والاجتماعية وقالنا إيه الصح وإيه الغلط ؟
وهل بقت التوجيهات دي هيا مصدر الاسترشاد للناس في ما يتعلق بالعملية الجنسية؟
أبداً ، برضه العربي بيعيش في تابوه (الشرف) والغربي بيعيش في تابوه (الرومانسية)، والاثنين مفهومين (غير حقيقيين) على مقاييس العلم والمنطق وحتى الأخلاق!
والاثنين مفهومين معطلين الشعبين عن الرقي الإنساني بدرجتين متفاوتتين!
والاثنين مفهومين ملتبسين عند اللي بيقولوهم،
ومستحيل يطلعولهم بتعريف حقيقي، ولا يكملوا رد على نقد التعريفات الفشنك اللي بيحطوها للمفهومين الهلاميين دول!
أرجوك ما تحدفش الكمبوتر بحاجة لما تعرف إن كل الرغي اللي فوق ده كان عشان أقول نصيحة في سطر واحد :