دخلت من باب الحديقة وبيدها حقيبة يدها الصغيرة. جلست في
مكانها المعتاد وقد بدا القلقُ والتوترُ على وجهها الشاحب. أخذت تتلفت
يمينـًا ويسارًا متفحصة العابرين، تنظرُ في ساعتها مرتين كل دقيقة تقريبـًا، ولم
يمضِ عليها الكثير حتى وصل مَنْ تنتظره؛ شاب في منتصفِ العشرينات من
عمرِه وقد أتى مسرعـًا نحوها والابتسامة تعلو وجهه. مد يده مصافحـًا يدها
وقد شعر ببرودة يدها وقد لاحظ القلق على وجهها. جلس بجوارها سائلاً:- ماذا بكِ؟ لم كل هذا التوتر على وجهك؟
ردت الفتاة وقد ازداد وجهها شحوبـًا:
- لقد جئت اليوم لأقول لك شيئـًا مهمـًا، ولكن أرجو ألا تقاطعني!
-
كلي آذان صاغية.
نظرت إليه الفتاة وقد سيطر الصمت عليها كأنها فقدت النطق ونزلت دمعة
من عينيها المتحجرتين.
وزاد توتر الشاب أكثر وعُقِدَ لسانه هو الآخر.
ساد صمت رهيب للحظات مرت كسنوات على كليهما.
ساد صمت رهيب للحظات مرت كسنوات على كليهما.
مدت الفتاة يدها في حقيبتها لتخرج ظرفـًا أبيض اللون قائلة:
-
عِدني ألا تفتح هذا الظرف إلا بعد مغادرتي.
نظر إليها الشاب وقال بصوت يملأه الخوف:
- أعِدك!
مدت يدها إليه وأعطته الظرف، وخرجت مسرعة من الحديقة والدموع تملأ
وجهها.
تعلّق نظرُ الشاب بحبيبته حتى خرجت ونَظَرَ إلى الظرفِ ومَدَّ يده
مرتعشـًا ليفتحه….
أخرج ما في الظرف ليجد اسم حبيبته مكتوبـًا بجوار اسم رجل آخر ...
وفوقهما كتبت كلمتان في منتصف الورقة وهما ... "دعوة فرح".
النهاية