فيس بوك واتساب |
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى أنباءً عما اعتبروه أخبارًا مزعجة عن إضافة تكلفة سنوية على استخدام البرنامج، وجدير بالذكر أن "واتساب" قد بيع لشركة "فيس بوك" بمبلغ وقدره 19 مليار دولار، تلك الأخيرة التي اشترت "واتساب" بهذا المبلغ الخيالي الذي صدم جميع مسخدمي البرنامج الذي يبلغ عددهم 450 مليون مشترك، وقد اعتبر الكثير من المشتركين على مواقع التواصل الاجتماعى أن هذه الصفقة هي درس كبير لكل إنسان على وجه الأرض.
يتمثل الدرس في كيفية تحوّل الهزيمة إلى نجاح محتّم. فبعد أربعة أعوام من رفض شركة «فيسبوك» توظيف براين أكتون أحد مؤسسي «واتساب»، عادت الشركة لمفاوضته، واشترت تطبيقه بمبلغ 19 مليار دولار. ويتذكر المتابعون كيف أدهش الطالب في جامعة هارفرد مارك زوكربيرغ (مؤسس فيسبوك) ذو الـ 22 عامًا، المحللين وقراء السوق التقنية لشركة «ياهو»، برفضه بيع «فيسبوك» في عامه الثاني بمبلغ ملياري دولار. وكان التساؤل الغالب على المحللين آنذاك: هل هو محق بهذا الرفض؟ ها هي الإجابة عن السؤال واضحة وجاءت في العيد العاشر للشركة، إذ وصلت قيمتها في سوق الأسهم إلى 33 مليار دولار.
واتساب
وبموجب صفقة شراء شركة «واتساب»، سينضم الفريق العامل فيها إلى «فيسبوك»، إلا إن زوكربيرغ، بوصفه الرئيس التنفيذي للشركة المشترية، أوضح أن فريق «واتساب» سيعمل بشكل مستقل داخل شركته، موضحًا أن شركته اشترت تطبيق المحادثة الشهير لأنه «يضم 450 مليون مستخدم ديناميكي، والعدد مرشح للزيادة». وأضاف أن هدف الشركتين ساهم في تواصل العالم مع بعضه البعض، وأن الاستحواذ على «واتساب» سيساعد شركته «لتستمر في تقديم خدمات التواصل للمستخدمين حول العالم، وتبادل أي نوع من المحتوى مع أي مجموعة من الأشخاص يختارونها».
وأضاف زوكربيرغ في تعليق عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»: «خريطة واتساب لن تتغير، لكننا سنعمل على مدى الأعوام القليلة المقبلة على مساعدته للنمو وربط العالم كله، وتطوير خدماته المختلفة». وتابع: «أعرف جان كوم مؤسس واتساب (الرئيس التنفيذي للشركة) منذ فترة، وأنا سعيد بانضمامه إلينا، وأعتقد أن بانضمامه وفريقه إلينا سنجعل العالم أكثر انفتاحًا وتواصلاً».
من جانبه، وصف كوم الصفقة بـ «الشراكة مع فيسبوك»، مؤكدًا أن تلك الشراكة ستسمح له ولفريق عمله بالاستمرار في مهمتهم الأساسية، وهي توفير «منتج رائع يستخدمه العالم بأكمله».
وشدد كوم على أن شركته ستظل مستقلة رغم الانتقال للعمل داخل «فيسبوك»، مضيفًا عبر «واتساب» أن تلك الشراكة لن تغيّر شيئـًا بالنسبة إلى المستخدمين الحاليين، أو بالنسبة إلى سياسة فرض رسوم رمزية نظير الاستمتاع بالخدمة، أو سياسة عدم تقديم إعلانات بالخدمة. ويُذكر أن نحو 450 مليون مستخدم نشط يستعملون تطبيق «واتساب» شهرياً من جميع أنحاء العالم.
وتجتذب «فيسبوك» حاليًا أكثر من مليار و23 مليون مستخدم، أي ما يعادل نصف مستخدمي الإنترنت، ويستخدم 750 مليونًا منهم الموقع يومياً. لكن زوكربيرغ قرر استخدام الطريقة القديمة في التعامل مع مثل هذه الحالات، بشرائه المنافسين المحتملين، قبل أن يصبحوا خطرًا حقيقيًا.
وقبل طرح «فيسبوك» في سوق الأسهم عام 2012، فاجأت الشركة العالم بشرائها شركة لا يتجاوز عدد موظفيها 13 شخصاً بمبلغ مليار دولار. فلماذا دفعت هذا المبلغ لشركة بهذا الحجم؟ كان جواب زوكربيرغ واضحًا: «آنستغرام يشكل تهديدًا محتملاً لفيسبوك، إذ يعتمد المستخدمون موقع فيسبوك لتبادل الصور، وهي وظيفة آنستغرام ذاتها، فلا بد من شرائه». وتواجه جميع الشبكات الاجتماعية وشركات الإنترنت بشكل عام، مشكلة إقناع المعلنين بالتوجه إلى الهواتف الذكية. وتسعى «فيسبوك» كما يسعى «تويتر» إلى إقناع المعلنين بتخصيص جزء من موازنات الإعلانات لتطبيقات الهواتف الذكية، من أجل الحفاظ على المستخدمين في أنحاء العالم وإيجاد طرق جديدة لجذبهم. وفي هذا السياق تندرج صفقة شراء «واتساب».
وستدفع «فيسبوك» في إطار هذه الصفقة 4 مليار دولار، وتشتري أسهمًا بقيمة 12 مليارًا ثمنًا للتطبيق الشهير المتزايد النمو، وذلك وفق تقرير قدمته الشركة للجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.
وتعتزم الشركة دفع 3 مليار دولار إضافية كأسهم مقيدة لملاك «واتساب» وفريق عمل الخدمة، وهي أسهم لا تنتقل ملكيتها إلا بإتمام تلك الشروط المقيّدة لها.
وفي الوقت الذي يواجه «فيسبوك» بشكل مستمر دعاوى في المحاكم حول العالم تتعلق بانتهاك خصوصية المستخدمين، فإن مختصين أجانب نصحوا أيضاً بهجر «واتساب» بعد أن استحوذت عليه «فيسبوك» سيئة الذكر في ما يتعلق بخصوصية المستخدمين، معتبرين أن اجتهاد «فيسبوك» في امتلاك «واتساب» يرجع إلى أنها مهتمة بكل ما يكشف عن خصوصيات الآخرين، كونها «حليفة الاستخبارات»، بحسب «بي بي سي» البريطانية. واقترحت ألمانيا إنشاء شبكة إنترنت أوروبية تحمي الخصوصية، بعيدًا عن أمريكا، وتحذر في الوقت ذاته من «فيسبوك» و«غوغل»، بينما نشرت صحيفة «ذي هاكر نيوز» تقريرًا لا يخلو من الطرافة، أوردت فيه أن موازنة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) للعام 2014 بلغت 17 مليار دولار من أجل أن تكتشف الفضاء، لكن «فيسبوك» اشترت «واتساب» بـ19 مليار حتى يتاح لها الاطلاع على أسرار البشر.