قال باحثان أمريكيان مختصان بالعلوم التقنية إن العالم دخل منذ قرابة عقد ونصف مرحلة "عصر الآلة الثاني" الذي تحل فيه الأجهزة محل الدماغ البشري وتتفوق عليه، مؤكدين أن البشر يفقدون أدوارهم وأعمالهم بوتيرة متسارعة بوجود الآلات الذكية، ما يحتم إعادة التفكير في تداعيات الأحداث على تطور البشر ككل.
خلاصة هذه الآراء وردت في كتاب "عصر الآلة الثاني" الذي عمل عليه كل من إريك CNN أن النقطة المفصلية في ظهور "عصر الآلة الثاني" تمثلت في انتصار الكمبيوتر بلعبة الشطرنج.
، وقال ماكفي الباحث في مركز الأعمال الرقميةموضحا: "أول ما لفت انتباهنا كانت المباراة التي جمعت بطل العالم بالشطرنج، غاري كاسباروف مع جهاز الكمبيوتر ’ديب بلو‘ التي انتهت بهزيمة كاسباروف، ونحن نعتبر لعبة الشطرنج من بين أفضل الأمثلة على العبقرية البشرية، وتمثل هزيمة كاسباروف حصول تحول، ولاحقا ظهرت أجهزة أخرى هزمت البشر بألعاب عقلية متعددة، وبالتالي فنحن نرى نمطا من متكررا من تفوق الآلة على الإنسان."
وحول الفارق بين عصر الآلة الأول والعصر الحالي قال براينغولفسون: "خلال العصر الأول حلت الآلة محل قوة الإنسان أو الحيوان في الأعمال الشاقة، فالمحرك البخاري وبعد ذلك محرك الوقود سمح باستبدال قوة عضلات البشر أو الحيوانات، غير أن العصر الثاني يركز على استبدال قوة البشر الذهنية ، وهذا سيفتح الباب أمام نقطة تحول في مسيرة البشر."
ولفت براينغولفسون إلى أن دور البشر في عصر الآلة الثاني "غير واضح" مضيفا: "هل سيكون البشر مجرد عامل إضافي أو يمكن الاستغناء عنهم؟ ففي كثير من الأحيان يمكن الاستغناء عن البشر تماما، بل إن وجودهم قد يشوش على العمل السليم للآلة، وهذا ما حصل مثلا بالنسبة للمحاسبين الذين انتهى عملهم فعليا مع طرح برامج تقوم بكل مهامهم."
ولدى سؤاله عن الوقت الذي سيصبح فيه البشر دون وظائف بالكامل قال براينغولفسون: "هذا لن يحصل في وقت قريب، ولكن علينا إعادة تعريف الطرق التي نعمل خلالها مع الكمبيوتر فالتكنولوجيا تتقدم بسرعة تفوق سرعة تطور مواهب البشر وأساليب تنظيمهم أو سياساتهم الاقتصادية، وما نريد قوله من خلال هذا الكتاب هو أن على البشر تسريع تقدمهم لمجاراة ما يحصل."